responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 45
ويأنف أن يدخل في الإسلام حتى لا يكون تحت حكم غيره، وقد بقي من هذا النحو عبد الله بن أبي بن سلول[1], وقد تولى الله تعالى إذابة شحناء أهل المدينة، وألف بين قلوبهم، وجمعهم على المودة، والرحمة، والحب، والتعاون يقول الله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [2].
وبهذا صار أهل المدينة في ألفة، وتماسك, وهم كذلك إلى اليوم.
بكل هذه الحقائق عن المدينة وأهلها جعلها الله تعالى موئل الإسلام، ومستقره، وأمر المسلمين بالهجرة إليها، وتأسيس دولة الإسلام الأولى فيها، والله أعلم حيث يجعل رسالته، والله على كل شيء قدير.
10- حب أهل المدينة للإسلام:
تميز أهل المدينة بطبيعة مغايرة لأهل مكة بسبب اشتغالهم بزراعة الأرض وفلاحة البساتين، التي جعلتهم يعيشون بين عوامل طبيعية عديدة لا يدركون شيئًا عن حركتها وبين عمل وسعي لا يعرفون شيئًا عن نتائجه!!
إن تقلب الجو، واضطراب الطبيعة، ونزول المطر، وتغير المناخ كل ذلك له تأثير مباشر في فكرهم ومعاشهم وحياتهم؛ لأنهم يتأكدون من وجوده، ويعرفون أهميته ومع ذلك لا يدركون مصدره، ولا يعرفون سببه، ولا يحددون بدايته أو نهايته إنه غيب بالنسبة لهم.
كما أن نتاج الزرع، ومحاصيل الضرع وتغير المناخ أمور تتحرك بين يدي قدرة خافية لا يعلمون عنها شيئًا كذلك. الأمر الذي جعل حكماءهم يتساءلون عن فاعل كل هذا؟ ومدبره؟ والمتصرف فيه؟
لقد أدت إقامة اليهود بـ: "يثرب" إلى تذكير أهلها بدين الله تعالى القائم على التوحيد، فلقد كان اليهود أهل كتاب، يؤمنون بالله الواحد، ويدينون بدين

[1] فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج7 ص111.
[2] سورة الأنفال الآية 62.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست