responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 295
ولم يقتصر ذلك الجود على المؤلفة قلوبهم، ومن يطمع في إسلامهم، بل شمل جوده وكرمه صحابته المؤمنين، فعبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان على بكر صعب لأبيه "عمر"، كان هذا البكر يغلب عبد الله، فيتقدم أمام القوم، فيزجره عمر ويرده، ثم يتقدم فيزجره عمر ويرده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "بعنيه"، فقال: هو لك يا رسول الله "أي هبة"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعنيه"، فباعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "هو لك يا عبد الله بن عمر، تصنع به ما شئت"!! [1].
وجابر بن عبد الله رضي الله عنه يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة ومعه جمل ثقال قد أعيا به، وخلفه في أخريات القوم، حتى زجره النبي صلى الله عليه وسلم، فأسرع به، فطلب منه بيعه عليه فقال: هو لك يا رسول الله، قال: "بعنيه" فاشتراه منه، وقال: "لك ظهره إلى المدينة"، فلما قدم المدينة أوصى بلالا أن يقضيه، ويزيد له عن ثمنه، ثم رد عليه جمله والثمن!! [2].
وفوق ما تقدم من كريم خلقه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح[3].
ولم يكن صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا[4]، وهو القائل لعائشة رضي الله عنها: "يا عائشة، متى عهدتيني فحاشا؟! " [5].
وهو الموصوف بالتوراة ببعض صفته في القرآن: "يا أيها النبي إنا إرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل،

[1] صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا ج4 ص41، 42.
[2] صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب شراء الدواب والحمير ج4 ص32، 33.
[3] صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب كراهة السخب في السوق ج4 ص46.
[4] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ج9 ص228.
[5] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب لم يكن فاحشا ج9 ص228.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست