نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 52
وقد وصل الاضطراب الديني عند بعضهم إلى ابتداع رأي الحمس، وهو اتجاه مبتدع، سببه حماسة العرب تجاه حرمة البيت، ووجوب إبراز هذه الحرمة في منهج عملي، وكان هذا المنهج شديدا، ويحتاج إلى مال كثير، فلقد كانوا يلتزمون بإطعام الحجيج وكسائهم، فلا يأكل من طعام الحمس، ولا يلبس إلا أثوابهم، فإذا لم يجد من ثيابهم طاف عريانا، ولو طاف بثوبه فإنه يخلعه مباشرة ولا يستعمله أبدا؛ وذلك لظنهم أن الحجيج عصوا الله في أثوابهم؛ ولذلك لا يصح الطواف بها.
هذا وقد وجدت عند العرب عقائد أخرى وردت إليهم من أقاليم العالم التي اتصلوا بها خلال التجارة أو الهجرة، ومن هذه العقائد:
المجوسية:
أخذ العرب المجوسية من بلاد فارس، فجعلوا النور والظلمة آلهة تُعبد، وكانوا يتخذون لهما رموزا تقدس، يقول الألوسي: كانت المجوسية في تميم، ومنهم الأقرع بن حابس، كان مجوسيا، وأبو الأسود جد وكيع بن حسان كان مجوسيا[1]، ويقول في مكان آخر: كانت الزندقة في قريش أخذوها عن الحيرة[2].
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر[3]، ويذكر أبو عبيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قَبِلَ الجزية من أهل البحرين وكانوا مجوسا[4].
ومنها أيضا: "عبادة الكواكب": وكانت موجودة في العالم على ندرة أصحابها، وهم الصابئة، وقد نقلها بعض العرب عنهم فعبدت "طيئ" الثريا[5]، وعبد لخم وجذام "المشترى"، وعبد أسد "عطارد"، وعبد كنانة "القمر"[6]. [1] بلوغ الأرب ج2 ص235. [2] المصدر السابق ج2 ص228. [3] نيل الأوطار ج8 ص63. [4] بلوغ الأرب ج2 ص239. [5] الأموال ص33. [6] التاريخ الإسلامي العام ص177.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 52