نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 53
ومنها: عبادة الحيوان والطيور: وهذه العبادة أتت من قبل الهند، وقد اتخذ بعض العرب أصنامهم على صورة الحيوان والطير.
فصنمهم "نسر" كان على صورة النسر.
وصنمهم "يغوث" كان على صورة الأسد.
ويعوق كان على هيئة الفرس[1].
ومن عبادات العرب عبادة الشجر، فلقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى حنين وقومه حديثو عهد بجاهلية، فلما رأى بعض أصحابه شجرة في الطريق، يقال لها: ذات أنواط، كانت العرب تقدسها، فنادوا وقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى لموسى عليه السلام: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم" [2].
ومن العرب ظهر بعض الدهريين الذين أنكروا الخالق ويوم القيامة، وقالوا بالطبع المحيي، والدهر المفني[3]، وقد أخبر القرآن عنهم بقوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [4]، وقد أشارت الآية إلى عقيدة هؤلاء الأفراد الذين جعلوا الدهر إلها يحيي ويميت.
ولقد أدت المحاولات التبشيرية للفرس والروم إلى وجود عدد ليس بالكثير تابعا لإحدى الدولتين، على منهج الولاء السياسي أو الديني، ومن هنا وُجدت [1] تفسير الزمخشري ج4 ص164. [2] سنن الترمذي - كتاب الفتن - باب لتركبن سنن من كان قبلكم ج4 ص475. [3] الملل والنحل ج2 ص245. [4] سورة الجاثية آية 24.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 53