responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 68
وقد حاول "هرقل" بعد انتهائه من الحروب الفارسية أن يضع حدا لهذا الخلاف، فألف مذهبا جديدا، تخيل من ورائه أنه يرضي الأطراف المتنازعة، سماه بمذهب التوحيد في الإرادة، وهو ينادي بعد النقاش في طبيعة المسيح، حيث الاختلاف والتنازع، مع الإيمان بأن له إرادة واحدة، غير أن هذا المذهب جاء بنتيجة مضادة؛ لأن "هرقل" استعمل القوة في فرضه، وأملى على أمراء الولايات أن يفعلوا ذلك، فأخذ "المقوقس" في مصر يستعمل العنف والتعذيب في فرض هذا المذهب، واتهم القوم "هرقل" وولاته بمحاولة إضلال الشعب المسيحي، وقاموا بحركة مقاومة سرية، وقاد "بنيامين" هذه الحركة في مصر حتى أصبح المصريون يتمنون زوال الإمبراطورية[1].
ومع الأيام انتشر هذا النزاع في كل الدولة الرومانية بأجزائها وولاياتها، وقد انتشر مذهب الطبيعة الواحدة في مصر والحبشة، واعتنقه بعض الغساسنة وتعصبوا له.
وانتشر مذهب الطبيعتين في "القسطنطينية" وروما وبلاد الحيرة، وعن طريق الحيرة امتد إلى بعض أطراف الجزيرة العربية الجنوبية[2].
ويجب ملاحظة أن هذه المنازعات لم تقف حائلا دون نشر المسيحية، بل إنها أدت إلى قيام منافسة وتسابق بين الكنائس المختلفة؛ لتتفوق كل على زميلتها في نشر المسيحية بمذهبها في بلاد جديدة، وبذلك يتحقق تفوق سياسي واقتصادي يمكن الدولة من مجابهة الصراع الفارسي والانتصار عليه.
والمسيحية بعد المسيح -عليه السلام- تعتبر دينا توسعيا؛ ولذلك نشط معتنقوها قبل الإسلام في توسيع دائرتها في البلاد الخارجية.
ففي الولايات التابعة للفرس ظهر لها أتباع من الغساسنة، كما أن امتدادها إلى الحبشة تم في القرن الرابع، ووصولها إلى اليمن تم قريبا من هذا التاريخ، وكان

[1] الدولة الإسلامية وإمبراطورية الروم ص40.
[2] تاريخ العرب قبل الإسلام ج6 ص75، 79، 82.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست