3- عاصم بن عمر بن قتادة:
يعتبر المؤرخون عاصمًا أحد رجال الطبقة الثانية البارزين من كتاب المغازي والسير، وجده قتادة بن النعمان الظفري الأنصاري كان من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشهد معه بدرًا وأحدًا، ويوم أحد أصيبت عينه وسقطت على وجنتيه فردها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعادت أحسن عينيه وأحدَّهما[1].
ولما كان قتادة أحد الصحابة المجاهدين الذين شهدوا المشاهد مع رسول الله فقد روى لابنه عمر ما شهده وشاهده بنفسه من مغازي وسير وأخبار رسول الله، ورواها عمر لابن عاصم الذي أصبح حجة في ذلك، قال عنه محمد بن سعد: "وكان راوية للعلم، وله علم بالمغازي والسير ولتبحره فيهما فقد كلفه الخليفة عمر بن عبد العزيز 99- 101هـ أن يجلس في المسجد الأموي في دمشق ليحدث الناس عن المغازي ومناقب الصحابة, ففعل[2]. وكان من المصادر المهمة التي اعتمد عليها أصحاب السير والمغازي، مثل محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي، وقد توفي عاصم عام 120م وقيل عام تسع وعشرين. [1] انظر سيرة ابن هشام جـ3 ص31. [2] انظر السيرة النبوية للشيخ محمد أبو شهبة، ص25.