تروي عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- وكان هو يروي عن زوجته، بل كان يسمح لها أن تحدث الغير بما عندها من أخبار عن السيرة النبوية, فقد أخبر الطبري، عن محمد بن إسحاق أنه دخل على عبد الله بن أبي بكر -ابن حزم- فقال عبد الله لامرأته فاطمة: "حدثي محمدًا ما سمعتِ من عمرة بنت عبد الرحمن، فقالت: سمعت عمرة تقولك سمعت عائشة تقول ... إلخ، ويروي الطبري عن محمد بن إسحاق -أيضًا- عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان جميع ما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه ستًّا وعشرين غزوة، أول غزوة غزاها: ودَّان، ثم بواط.. إلخ.
وعلى الجملة فقد كان عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عظيم الأثر في كتب السير والمغازي، وكان له من بيته العظيم في الأنصار -وهو بيت علم وقضاء وإمارة- وتزوِّجه من فاطمة بنت عمارة الأنصارية, والتي كانت تروي عن عمرة بنت عبد الرحمن، التي تروي بدورها عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- كان له من كل ذلك ما يسر له جمع الأحاديث التي تتصل بالمغازي[1]، وأن يصبح مصدرًا كبيرًا من مصادرها، وأحد أعلام الطبقة الثانية من علماء المغازي والسير. [1] ضحى الإسلام -أحمد أمين، ج2، ص324- 325.