ابن أبي حبيب، ثم عرضها على شيخه الزهري؛ ليتأكد من صحة المعلومات التي جاءت بها, ثم التقى بعبد الله ابن جعفر، والقاسم بن قزمان، وعبيد الله بن المغيرة وغيرهم. وبعد أن تزود من علم علماء مصر -وتأثر بهم وأثر فيهم، واطلع على اتجاهات المدرسة المصرية في الدراسات الإسلامية، عاد إلى المدينة؛ ليواصل دراسته على أيدي أساتذته فيها. ولم يغادرها بصفة نهائية -على ما يرجح- إلا في رحلته الأخيرة إلى العراق بعد قيام الدولة العباسية سنة 132هـ، حيث عاش بقية حياته فيها.
رحلته إلى العراق:
عاش ابن إسحاق في المدينة بصفة مستمرة حوالي نصف قرن، ولم يغادرها إلا للحج إلى مكة المكرمة، وزيارته لمصر سنة 115هـ -والتي يبدو أنها لم تطل- ويبدو أن من الأسباب التي جعلت ابن إسحاق يلزم المدينة المنورة ولم يغادرها كثيرًا أن صلته لم تكن ودية مع دولة بني أمية، فلم نسمع أنه قام بزيارة لعاصمتهم دمشق، وذلك عكس أستاذه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، الذي كان على علاقة وطيدة مع خلفاء بني أمية ومنحوه ثقتهم، خاصة أصلحهم وأعلمهم عمر بن عبد العزيز، وقد رأينا فيما سبق ثناء عمر بن عبد العزيز على الزهري. أما تلميذه