أو يخاصمه، وأعتقد أن الأمر بينهم لم يصل إلى شيء من هذا، وحاشا لله أن يصل إلى هذا؛ وهم من هم علمًا وتقى وصلاحًا، ونحن نورد أمر هذا الخلاف لما كان له من أثر على موقف بعض العلماء من ابن إسحاق، خاصة في روايته للحديث.
وفيما يتعلق بالخلاف بين ابن إسحاق ومالك بن أنس تتحدث المصادر فتذكر أن ابن إسحاق كان يطعن في نسب الإمام مالك بن أنس الأصبحي -الذي ينسب إلى قبيلة أصبح العربية اليمنية- ويزعم أنه مولى من موالي بني تميم، ولا ندري كيف يقول ابن إسحاق ذلك عن مالك في مقام الانتقاص منه، وهو نفسه مولى، وكون الإنسان مولى لا ينتقص من قدره، خاصة في أوساط العلماء، والولاء هنا هو ولاء المحالفة والمودة، وليس ولاء العبد للحر.
وقد كان هناك رجال من الموالي العلماء الذين حازوا احترام كل الناس من عرب وعجم، مثل الحسن البصري؛ الذي قيل: إنه عندما توفي سنة 110هـ في البصرة، خرج الناس جميعًا يشيعون جنازته، حتى لم يوجد في البصرة من يقيم صلاة العصر، وكذلك كانت نظرة الناس لمحمد بن سيرين وغيره من الموالي -لهذا الأثر في أن ما نسب لابن إسحاق في ذلك صحيح، لأنه لو كان في الولاء نقص لعاد عليه هو نفسه.