آثار ابن إسحاق العلمية:
ينسب ابن النديم في الفهرست[1] لابن إسحاق كتابين؛ أحدهما، كتابه المشهور، ويسميه ابن النديم كتاب: السيرة والمبتدأ والمغازي، والثاني يسميه كتاب الخلفاء، وهو مفقود، ولم يصل إلينا حتى الآن، أما الكتاب الأول فهو الذي وصلنا في صورة تكاد تكون كاملة، عن طريق عبد الملك بن هشام، برواية زياد بن عبد الله البكائي، والذي أصبح مشهورًا في أوساط العلماء بسيرة ابن هشام. وبينما يسمي ابن النديم هذا الكتاب؛ كتاب السيرة والمبتدأ والمغازي، نجد محمد بن سعد، وهو أسبق من ابن النديم -يسميه كتاب المغازي فقط، ولعل مرجع ذلك الاختلاف في التسمية، هو أن المسلمين كان اهتمامهم في مبدأ الأمر منصبًّا على مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان الصحابة يعلمون أولادهم مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يعلمونهم سور القرآن الكريم؛ وذلك لأهمية المغازي عندهم، ولما فيها من جهاد وتضحيات كبيرة، ولما فيها من تشريع وأحكام وقواعد فقهية وآداب وسلوك أخلاقي عظيم من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن صحابته الكرام، فكانت القدوة في كل ذلك عظيمة، ومن ثم كان حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- على تعليم أولادهم مغازي [1] ص136.