فقد روي عن ابن وهب أنه قال: "سمعت مناديًا ينادي بالمدينة ألا لا يفتي الناسَ إلا مالكُ بن انس وابن أبي ذؤيب"[1].
وأهل المدينة هم الذين أمسكوا عن ابن إسحاق، ولم يقبلوا أحاديثه؛ مجاملة لإمامهم؛ مالك بن أنس، واستمر ذلك الموقف حتى بعد وفاة مالك بزمن طويل. فقد روي عن مفضل بن غسان أنه قال: "حضرت يزيد بن هارون، في سنة ثلاث وتسعين ومائة بالمدينة، وهو يحدث بالبقيع، وعنده ناس من أهل المدينة يسمعون، فحدث بأحاديث، حتى حدثهم عن محمد بن إسحاق، فأمسكوا، وقالوا: "لا تحدثنا عنه، نحن أعلم به، فذهب يزيد يحاولهم، فلم يقبلوا منه، فأمسك بزيد[2]. ويزيد بن هارون هذا من تلاميذ ابن إسحاق.
وبيد أنه كان من أثر موقف مالك من ابن إسحاق أن الإمام البخاري لم يخرج له أحاديث، بينما خرج له الإمام مسلم حديثًا واحدًا، من أجل طعن مالك فيه[3].
ولكن رغم كان ذلك فإن ابن إسحاق سيظل جليل القدر، عظيم المكانة عند العلماء. [1] المصدر السابق، ج4، ص135. [2] تاريخ بغداد، ج1، ص226. [3] وفيات الأعيان، ج4، ص277.