من علم أبي معشر خاصة في المغازي والتاريخ عندما تتلمذ عليه وهو في المدينة[1].
وقد اتصل الواقدي بالخلفاء العباسيين، بدءًا من هارون الرشيد عن طريق علمه وسعة معلوماته عن الغزوات ومشاهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد روي أن أمير المؤمنين هارون الرشيد لما حج في أول سنة من خلافته سنة 170هـ. قال ليحيى بن خالد البرمكي: "ارتد لي رجلًا عارفًا بالمدينة والمشاهد، وكيف كان نزول جبريل -عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أي وجه كان يأتيه، وقبور الشهداء، فسأل يحيى ابن خالد عن العالم الذي تتوفر فيه تلك الصفات التي طلبها الخليفة فدله الناس على الواقدي، وذلك حسب قوله هو -أي الواقدي- فقد قال: "كلهم دله علي، فبعث إلي فأتيته، وذلك بعد العصر، فقال لي يا شيخ؛ إن أمير المؤمنين -أعزه الله- يريد أن تصلي العشاء الآخرة في المسجد، وتمضي معنا إلى هذه المشاهد، فتوقفنا عليها، ففعلتُ، ولم أدع موضعًا من المواضع، ولا مشهدًا من المشاهد إلا مررت بهما -يعني: الخليفة هارون الرشيد ووزيره يحيى بن خالد البرمكي- عليه. ومنحاه مالًا كثيرًا وطلب إليه يحيى بن خالد البرمكي -الذي كانت كلمته نافذة في الدولة العباسية كلها في ذلك الوقت- أن يصير إليه في العراق، ففعل، وتوطدت صلته [1] انظر ضحى الإسلام، جـ2، ص333.