به وأغدق عليه كثيرًا من الأموال وأخلص هو في حبه للبرامكة، حتى إنه بعد نكبتهم المشهورة سنة 187هـ، كان كثير الترحم على يحيى بن خالد كلما ذكر اسمه.
ورغم صلة الواقدي القوية بالبرامكة إلا أن مكانته في بلاط خلفاء بني العباس ظلت كما هي، ولم ينله ضرر بسبب تلك الصلة بعد نكبتهم، بل ازدادت مكانته وثقة الخلفاء فيه إلى الحد الذي جعل المأمون يوليه القضاء في عسكر الهدى، وهي المحلة المعروفة بالرصافة في شرق بغداد، وكان المأمون كثير الإكرام له، ويداوم على رعايته وظل في منصب القضاء حتى وفاته سنة 207هـ على أرجح الأقوال.
وقد نبغ الواقدي في علم المغازي والسير والتاريخ الإسلامي بصفة عامة، قال عنه البغدادي: "وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أثره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم؛ من المغازي والسير والطبقات، وأخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- والأحداث التي كانت في وقته، وبعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- وكتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك"[1]. وحدث هو عن نفسه فقال: "ما أدركت رجلًا من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ولا مولى لهم إلا سألته، هل سمعت أحدًا من أهلك [1] انظر تاريخ بغداد، جـ3، ص1.