يخبرك عن مشهده وأين قتل؟ فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه، ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليها، وما علمت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه"[1].
وكان الواقدي غزير الإنتاج كثير التأليف حتى عد له ابن النديم ما يقرب من أربعين كتابًا معظمها في المغازي والسير والتاريخ -تاريخ الفتوح بصفة خاصة- وقال ابن النديم: "خلف الواقدي بعد وفاته ستمائة قمطر كتبًا، كل قمطر منها حمل رجلين، وكان له غلامان مملوكان، يكتبان الليل والنهار، وقبل ذلك بيع له كتب بألفي دينار"[2].
وكانت كتب الواقدي مصدرًا أصيلًا لكل المؤرخين الذين جاءوا بعده فما من مؤرخ إلا واقتبس من كتبه، مثل اقتباسات الطبري من كتاب التاريخ الكبير.
ولكن لسوء الحظ ضاعت معظم هذه الثروة العلمية التي خلفها الواقدي ولم يبق من كتبه إلا عدد قليل، منها كتاب فتوح الشام، وكتاب المغازي، وقد ذكر في أوله شيوخه الذين أخذ عنهم علم المغازي فأوصلهم إلى خمسة وعشرين شيخًا، ومعظمهم من أهل المدينة. [1] المصدر السابق، ج3، ص6. [2] الفهرست لابن النديم، ص144.