ومغازي الواقدي أكثر إخبارًا عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وهو أميل في أخباره إلى الفقه والحديث من ابن إسحاق، وهو أحيانًا يرجع إلى مادة علمية مكتوبة في صحف رآها واعتمد عليها. فقد قال تلميذه وكاتبه ابن سعد: "قال الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر الزهري قال: وجدت في كتاب أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور.. وقال محمد بن عمر -الواقدي- نسخت كتاب أهل أذرح فإذا فيه.. إلخ. ويمتاز عمن سبقه بالدقة في تعيين تاريخ الحوادث[1]. ومن المآخذ التي أخذها العلماء على الواقدي أن صلته بالخلفاء العباسيين قد أثرت في أمانته العلمية، فأعرض عن ذكر الأحداث التي تغضبهم، أو لا يرضون عنها، ومن أمثلة ذلك حذف اسم العباس بن عبد المطلب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- من جملة أسماء الذين شاركوا في معركة بدر من مشركي مكة، ووقعوا أسرى في يد المسلمين.
رأي العلماء في الواقدي:
اختلف علماء الحديث حول الواقدي اختلافًا كبيرًا، بين معدِّل له وبين مجرِّح، وقد حكى الخطيب البغدادي أقوالهم[2] على [1] ضحى الإسلام، جـ2، ص336. [2] انظر تاريخ بغداد، جـ3، ص7.