نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 287
اليسرى علامة وما عليك أن ترينى ما سألتك فقد تكاملت لى فيك الصفة الا ما خفى علىّ* قال أبو بكر فكشفت له بطنى فرأى شامة سوداء فوق سرّتى فقال أنت هو ورب الكعبة وانى متقدّم اليك فى أمر فاحذره قال أبو بكر قلت وما هو قال اياك والميل عن الهدى وتمسك بالطريق الوسطى وخف الله فيما خوّلك وأعطاك قال أبو بكر فقضيت باليمن أربى ثم أتيت الشيخ لأودّعه فقال أحامل عنى أبياتا من الشعر قلتها فى ذلك النبىّ قليت نعم فذكر أبياتا قال أبو بكر فقدمت مكة وقد بعث صلى الله عليه وسلم فجاءنى عقبة بن أبى معيط وشيبة بن ربيعة وأبو جهل وأبو البخترى وصناديد قريش فقلت لهم هل نابتكم نائبة أو ظهر فيكم أمر قالوا يا أبا بكر أعظم الخطب يتيم أبى طالب يزعم انه نبىّ ولولا أنت ما انتظرنا به فاذقد جئت فأنت الغاية والكفاية* قال أبو بكر فصرفتهم على أحسن مس وسألت عن النبىّ صلّى الله عليه وسلم فقيل لى فى منزل خديجة فقرعت عليه الباب فخرج الىّ فقلت يا محمد فقدت من منازل أهلك وتركت دين آبائك وأجدادك قال يا أبا بكر انى رسول الله اليك والى الناس كلهم فآمن بالله قلت وما دليلك على ذلك قال الشيخ الذى لقيته باليمن قلت وكم من شيخ لقيت باليمن قال الشيخ الذى أفادك الابيات قلت ومن خبرك بهذا يا حبيبى قال الملك المعظم الذى يأتى الانبياء قبلى قلت مدّيدك فأنا أشهد أن لا اله الا الله وانك رسول الله قال ابو بكر فانصرفت وما بين لابتيها اشدّ سرورا من رسول الله صلّى الله عليه وسلم باسلامى* وعن مجاهد قال اوّل من اظهر الاسلام سبعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وابو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية امّ عمار كذا فى الصفوة* وعن عائشة رضى الله عنها قالت خرج ابو بكر رضى الله عنه يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكان له صديقا فى الجاهلية فلقيه قال يا ابا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأديانها فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم انى رسول الله أدعو الى الله فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم ابو بكر فانصرف عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وما بين الاخشبين اكثر منه سرورا باسلام ابى بكر فمضى ابو بكر فراح بعثمان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام وسعد بن ابى وقاص فأسلموا ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون وابى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وابى سلمة ابن عبد الاسد والارقم بن ابى الارقم فأسلموا كذا فى المنتقى*
(ذكر ما وقع فى السنة الثانية والثالثة من النبوّة من اخفاء الدعوة)
* روى انه كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستر النبوّة ويدعو الى الاسلام فى السرّ ثلاث سنين وكان ابو بكر ايضا يدعو من يثق به من قومه فلما مضت من النبوّة ثلاث سنين نزل قوله تعالى فاصدع بما تؤمر فأظهر الدعوة الى الاسلام* وروى عن عروة بن الزبير وغيره من اهل العلم انه كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم من حين انزل عليه اقرأ باسم ربك الى ان كلف الدعوة واظهارها وأنزل فاصدع بما تؤمر وأنذر عشيرتك الاقربين ثلاث سنين لا يظهر الدعوة فى تلك المدّة الا للمختصين ثم أعلن وصدع بما يأمر الله تعالى به نحو عشر سنين بمكة* وفى السنة الثانية أو الثالثة من النبوّة توفى ورقة بن نوفل ابن عم خديجة فى حديث عائشة رضى الله عنها فى الصحيحين انّ الوحى تتابع فى حياة ورقة وانه آمن به* وقال الذهبى الاظهر انه مات بعد النبوّة وقبل الرسالة أى قبل اظهار الدعوة ونزول فاصدع بما تؤمر وأخواتها* وفى المنتقى أورد وفاة ورقة بن نوفل فى السنة الرابعة من النبوّة* وفى السنة الرابعة من النبوّة كان اظهار الدعوة وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة أنه قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا نعم وخص وقال يا بنى كعب بن لؤى أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى عبد المطلب أنقذوا
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 287