نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 288
أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذى نفسك من النار فانى لا أملك لكم من الله شيئا غير ان لكم رحما سأبلها ببلالها ذكره المحب الطبرى فى ذخائر العقبى* وفى أنوار التنزيل لما نزلت وأنذر عشيرتك الاقربيين صعد الصفا وناداهم فخذا فخذا فاجتمعوا اليه فقال صلّى الله عليه وسلم لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقىّ قالوا نعم قال صلّى الله عليه وسلم فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد قال أبو لهب تبالك ألهذا دعوتنا وأخذ حجرا ليرميه فنزلت تبت يدا أبى لهب وكذا فى النهر الا أن فيه قال يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد لا أغنى عنكما من الله شيئا سلانى من مالى ما شئتم ثم صعد الصفا فنادى بطون قريش يا فلان يا فلان* وفى رواية صاح بأعلى صوته يا صباحاه فاجتمعوا اليه من كل وجه فقال لهم أرأيتم لو قلت لكم انى أنذركم خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقىّ الى آخر ما ذكر وفيه ألهذا جمعتنا فافترقوا عنه ولما سمعت أمّ جميل سورة تبت أتت أبا بكر وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد وبيدها فهر وقالت بلغنى أنّ صاحبك هجانى ولا فعلن فأعمى الله بصرها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال لها أبو بكر هل ترين معى أحدا فقالت اتهز أبى لا أرى غيرك وان كان صاحبك شاعرا فأنا مثله أقول* مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا فسكت أبو بكر ومضت هى فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لقد حجبنى عنها ملائكة فما رأتنى وكفانى الله شرّها وذكر أنها ماتت مخنوقة بحبلها وابو لهب رماه الله بالعدسة بعد وقعة بدر بسبع ليال وأمّ جميل بنت حرب اخت ابى سفيان امرأة ابى لهب كانت عوراء ويقال لها حمالة الحطب لانها كانت تحمل الحطب الذى هو الشوك لتؤذى بالقائه فى طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم واصحابه لتعقرهم فذمت بذلك وسميت حمالة الحطب وقيل حطب المشى بالنميمة* وعن الزهرى قال دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى الاسلام سرّا وجهرا فاستجاب الله من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش غير منكرين لما يقول فكانوا اذا مر عليهم فى مجالسهم يشيرون اليه ان غلام بنى عبد المطلب ليكلم من السماء وكان كذلك حتى عاب آلهتهم التى يعبدونها من دون الله وذكر هلاك آبائهم الذين كانوا على الكفر فشنعوا لرسول صلّى الله عليه وسلم عند ذلك وعادوه* وعن طارق بن عبد الله المحاربى قال رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم بسوق ذى المجاز وانا فى بياعة لى مرّ وعليه حلة حمراء وهو ينادى بأعلى صوته يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ورجل يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول ايها الناس لا تطيعوه فانه كذاب قلت من هذا قالوا غلام بنى عبد المطلب قلت فمن هذا الذى يتبعه قالوا عمه عبد العزى* وفى السنة الخامسة أو الرابعة من النبوّة ولدت عائشة بنت ابى بكر بمكة وامّها امّ رومان كذا قاله الحافظ مغلطاى وغيره كذا فى المواهب اللدنية*
هجرة الحبشة الاولى
وفى هذه السنة وقعت هجرة الحبشة الاولى وذلك انه لما ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالنبوّة لم تنكر عليه قريش ولما سب آلهتهم وعابها قال العتقى وكان ذلك فى سنة اربع انكروا وبالغوا فى اذى المسلمين فأمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالخروج الى الحبشة وقال انّ بها ملكا لا يظلم الناس ببلاده فتحوزوا عنده حتى يأتيكم الله بفرج منه كذا فى الصفوة فخرج قوم وستر الباقون اسلامهم* وفى المواهب اللدنية خرج فى رجب سنة خمس من النبوّة مهاجرا ناس ذو عدد منهم من هاجر بأهله ومنهم من هاجر بنفسه وكانوا احد عشر رجلا واربع نسوة وقيل خمس نسوة وقيل وامرأتان واميرهم عثمان بن مظعون وانكر ذلك الزهرى وقال لم يكن لهم امير وخرجوا مشاة الى البحر فاستأجروا سفينة بنصف دينار انتهى* وفى المنتقى وكانت ارض الحبشة متجرا لقريش فخرجوا متسللين سرّا فصادف وصولهم الى البحر سفينتين للتجارة فحملوهم فيهما الى ارض الحبشة وكان مخرجهم فى رجب السنة الخامسة
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 288