الفصل الثّاني عشر العهد المكىّ المتأخّر
«وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ «الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها، وَإِذاً «لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا.»
(القرآن الكريم، السورة 17، الآية 76)
كان على الرسول الآن ان يواجه، في اداء رسالته، عقبات أعظم من تلك التي واجهها في ما مضى. فقد انحسر الآن بعد وفاة ابي طالب وخديجة كل كبح قدّر لهما ان يفرضاه على خبث قريش ونزوعها إلى الشرّ. ذلك بأن أيدي القرشيين أمست منذ اليوم طليقة، فهم يستطيعون أن يخاشنوا الرسول ما شاء لهم حقدهم وضغينتهم. ولكن ايمان الرسول بالنصر المطلق لم يتزعزع، برغم الوضع المظلم، البتة. وفيما كان في بعض الطريق، ذات يوم، رمى [أحد سفهاء قريش] على رأسه ترابا، حتى إذا انقلب إلى داره انشأت ابنته [فاطمة] تغسل