responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 107
الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحلّ عليّ سخطك.
لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك!»
ألا ليت كان ثمة في بعض الصدور البشرية قلب رقيق لكي يدرك صفاء الروح التي اطلقت العنان لمشاعر في مثل هذا السموّ كله، وسط ظروف في مثل هذه القسوة كلها! وهل يتصور العقل ان في ميسور دجال من الدجالين ان يصدر قلبه عن هذه الأحاسيس النبيلة إلى هذا الحدّ، وبخاصة حين يعبّر عنها بعد معاناة هذا البلاء العظيم مباشرة؟
يا للهدوء الأعجوبيّ الذي احتمل به كل هذه المشاق التي لا يطيقها ابن انسان على وجه الارض البتة! أجل، لقد احتمل، بثبات مذهل، جميع تلك المصاعب التي كان خليقا بها ان تغري أيما امرئ آخر بالانتحار. أيّ ايمان راسخ بالله كان ايمانه، واي اذعان بهيج للمشيئة الالهية كان اذعانه، وأيّ سعادة روحية محضة كانت سعادته! إن هذه كلها، كذلك قال، لم تكن شيئا مذكورا ما دام يتمتّع برضا الله وارتياحه.
وما هي غير أيام قليلة حتى انقلب إلى مكة بعد أن تعهّد المطعم ابن عديّ بأن يمنعه من عدوّه. وهناك ارتقب أن يرشده الوحي الالهي إلى السبيل التي يحسن به أن يسلكها: أيهاجر من مكة أم يقيم فيها؟ حتى إذا دخل الناس في موسم الحج، عرض نفسه على كلّ قبيلة من القبائل التي تقاطرت إلى هناك من أقطار بلاد العرب جميعا، [يدعوها إلى الحق، ويخبرها انه نبي مرسل ويسألها ان تصدّقه] .
ولكنه كان كلما خاطب جماعة منهم، شارحا لها المبادئ الاسلامية، تبعه أبو لهب، سائلا الناس ان لا يصدّقوه، لأنه مبتدع يريد الإطاحة بسلطان «اللات» و «العزّى» الروحي. وهكذا لم يوفّق إلى اثارة اهتمام القوم إلّا قليلا. وردّته بعض القبائل ردا قبيحا. ولكنه لم ييأس. وعبّرت إحدى القبائل عن إعجابها بتعاليمه، ولكنها

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست