responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 134
الضرورة تقضي، في تلك الظروف، أن يفوز بمعلومات دقيقة عن خطط قريش وتحرّكاتها. وكانت الحاجة ماسّة إلى اقامة علاقات ودّية مع مختلف القبائل البدوية النازلة في جوار المدينة. وتحقيقا لهذين الغرضين وجّه الرسول زمرا استطلاعية صغيرة لمراقبة حركات العدوّ،
وللاتصال ببعض القبائل ضمانا لحيادها. ومن يدري، فقد يكون خليقا بمثل هذا التدبير الوقائي أن يفضي إلى كبح نيّات العدوّ العدوانية. كان على هذا العدو ان يدرك ان المسلمين غير غافلين، وعندئذ يفكّر مرتين قبل أن يخطو أية خطوة مشؤومة. وخليق بهذا أيضا أن يثير مخاوف القرشيين على تجارتهم الشامية التي كانت قوام ازدهارهم الاقتصادي كله. فقد كان في موقع المدينة، على طريق التجارة من مكة إلى الشام، ما يعرّض قوافلهم لخطر عظيم في حال توتّر العلاقات بينهم وبين المسلمين. وكان المسلمون يرجون أن يكون ذلك فعالا في تعطيل نيات عدوّهم العدوانية ولو مؤقتا. ولقد كان هذا بالذات هو جوهر التحذير الذي وجّهه سعد بن معاذ [الأشهليّ] ، وهو من الانصار، إلى القرشيين في موسم من مواسم الحج. فقد توعّده ابو جهل بأنه لو لم يكن في حمى رجل بعينه لما نجا من الموت، فردّ عليه سعد بقوله إن طريق التجارة المكية إلى الشام سوف تعترض إذا ما حيل بين المسلمين وبين أداء فريضة الحج. وهكذا أوعز إلى الزّمر الاستطلاعية أن تجتنب الاستفزاز وكل ما يثير النزاع.
وأدّت المفاوضات المشار اليها آنفا إلى تفاهم عدد من القبائل المجاورة مع المسلمين، على الرغم من انها كانت تعبد الأوثان كالمكيين سواء بسواء. وهذه العهود كانت، كما ينبغي أن نلاحظ، ذات صفة دفاعية خالصة. فقد نصّ العهد الذي عقدة الرسول مع بني حمزة على ان أرواحهم وممتلكاتهم سوف تكون آمنة، وانه إذا ما هاجمهم عدوّ ما سارع المسلمون إلى نصرتهم، إلّا أن تكون حربا دينية. وانهم سوف

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست