responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 135
يهرعون لنصرة الرسول حين يدعون إلى ذلك.
واتفق في أواخر جمادى الثانية، من السنة الثانية للهجرة، ان بعث الرسول إحدى تلك الزّمر [أو السرايا] بقيادة عبد الله بن جحش.
ودفع إلى عبد الله هذا كتابا وأمره أن لا ينظر فيه إلا بعد يومين من مسيره [فيمضي لما أمره ولا يستكره من أصحابه أحدا.] حتى إذا فتح عبد الله الكتاب كما أمر، بعد يومين اثنين وجده يقول: «إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة* فترصّد بها قريشا وتعلّم لنا من أخبارهم.» لقد كان ذلك مجرد اجراء وقائي، خشية أن يأخذ العدوّ المسلمين على حين غرّة. فلم يكن في الامكان ان يكون ثمة أيما حافز آخر، أيما نية في الهجوم على مكة. فقد كان المسلمون أضعف من أن يفكروا بأيما خطة مماثلة. وكان النبي مسؤولا عن سلامة الجماعة الاسلامية الصغيرة. ومثل أي قائد عسكري بارع، أدرك الرسول أهمية مراقبة حركات العدوّ.
حتى إذا وصل عبد الله بن جحش إلى نخلة، وفقا لتعليمات الكتاب المختوم، مرّت به عير لقريش في طريق عودتها من الشام. وخلافا لأوامر الرسول انصريحة انقضّ عبد الله على اولئك التجار القرشيين، فقتل [عمرو] بن الحضرميّ، وأسر اثنين من رفاقه. حتى إذا تسامع الرسول بالنبأ عنّف عبد الله لمخالفته أوامره تعنيفا شديدا. وهكذا أتيحت لقريش، التي تلهّفت على ذريعة تتذرّع بها، تلك الفرصة التي طالما انتظرتها لاطلاق العنان لغيظها. وما كان لحادثة عرضية، مثل مقتل ابن الحضرميّ، أن تثير- في الاحوال التي سادت المجتمع العربي آنذاك- اهتماما بالغا. فقد كانت، في الواقع، حادثة مبتذلة يقع نظيرها كل يوم. وكان العرف المتّبع في جميع الحالات المماثلة هو طلب الدية. ولكن قريشا كانت تبحث عن ذريعة تثير بها حفيظة

(*) موضع بين مكة والطائف. (المعرب)
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست