responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 157
خنق أضأل الخطر في مهده. فاذا ما نمي اليهم أن ثمة بلاء يفرخ في ناحية ما، وأن المدينة عرضة لهجوم ما، سارعوا إلى توجيه كوكبة من الرجال لمعالجة الخطر قبل استفحاله. وهكذا كانوا يتلافون، بمجرد الوقاية العاجلة، ما كان خليقا به ان يفضي إلى إضرام نار الحرب على نحو رهيب. إن بعض النقاد المتعصبين على الاسلام يرمونه بتهمة الانتشار بحد السيف. وهو زعم يتنافى تنافيا كليا مع الحقيقة والواقع.
فهداية الناس إلى الاسلام لم تتمّ، في أيما يوم من الأيام، من طريق السيف. ولم يسجل التاريخ حادثة واحدة كان فيها إسلام أيما امرئ ثمرة من ثمرات الحملات العسكرية. والحق أن الرسول كان يعيّن- ابتغاء نشر الدين- مبشرين أعدّوا خصيصا لهذا الغرض. فكان من دأب هؤلاء الفقهاء الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلب أن ينشروا نور الاسلام في أوساط القبائل على اختلافها. وكان بعض ذوي الغدر يدعون هؤلاء المعلمين بحجة رغبتهم في التفقّه في تعاليم الاسلام، حتى إذا أمسوا تحت رحمتهم عمدوا إلى قتلهم في غير ما شفقة. وقد حدث مثل هذا الصنيع البربري الغادر في بئر معونة [بين ارض بني عامر وحرّة بني سليم] ، في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة. وتفصيل ذلك أن ابا براء [عامر بن مالك ملاعب الأسنّة] زعيم بني عامر وبني سليم وفد على الرسول حاملا بعض الهدايا، وسأله أن يوجّه بعض المعلمين إلى قومه لعلهم يقبلون رسالة الاسلام. فرفض الرسول الهدايا، وقال إنه يخشى غدر أهل نجد. ولكن ابا براء قال: «انا لهم جار، [فابعثهم فليدعوا إلى امرك. وكان ابو براء رجلا مسموع الكلمة في قومه لا يخاف من أجاره عادية أحد عليه] فوافق الرسول آخر الأمر على ان يرسل معه سبعين* من خيار المعلمين المسلمين. حتى إذا بلغوا مكانا يعرف ب «بئر معونة» وجدوا أنفسهم بين أشداق جيش كبير.

(*) في المصادر الأخرى أنه أرسل أربعين من هؤلاء المعلمين فقط. (المعرب)
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست