responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 287
بعض، وعلّمهم فوق هذا كله ما لم يحاوله أيما رجل آخر في العالم مجرد محاولة، اعني كيف يمكن اشاعة الوثام بين أديان العالم المتنازعة.
فعلى الرغم من انه كان، بأقرار الجميع، أعظم البشر فقد اعتبر نفسه مجرد عضو عادي من أعضاء الجنس البشري بعامّة: «إن أنا إلّا بشر مثلكم» . فللرجل والمرأة، والسيد والخادم، والملك والرعية، لهؤلاء جميعا حقوقهم المتبادلة. وهذه المساواة بين الانسان والانسان لم تشكّل موضوعا للعظات اللفظية فحسب، بل طبّقت بكثير من الدقة «الحنبلية» في الحياة اليومية أيضا. ففي الصلوات التي تؤدى خمس مرات كل يوم يقف الملك والفلاح كتفا إلى كتف في حضرة ربهما المشترك الذي في السماء. والعبد الرقيق يجب ان يتمتع بنفس الحقوق المدينة التي يتمتع بها الرجل ذو المحتد الكريم، وهو مبدأ حرص الرسول على إظهاره فأمّر زيدا، عبده المعتق، على جمهرة من القرشيين المعتزين بأحسابهم. وفي ما يتصل بالمساواة بين القبائل والأمم لم يجعل الله الناس شعوبا وقبائل لكي تكون لبعضها أية أفضلية على بعضها الآخر. لا، لقد جعلهم كذلك ليتعارفوا. فالقومية، كما علّم الرسول، ليست هي محك العظمة، إذ أن «اكرمكم عند الله أتقاكم» . ليس هذا فحسب، بل لقد وفّق فوق ذلك كله إلى إيقاع الانسجام بين أديان العالم المتعارضة بأن جعل في جملة مبادئ الايمان الأساسية المفروضة على كل مسلم أن يؤمن بأنبياء العالم كلهم، أيا ما كان الاقوام الذين بعثوا اليهم، ايمانه بمحمد نفسه. لقد علّم الناس- وهذه الحقيقة لم تجد تعبيرها عند أيما نبيّ آخر- أنه ليس من أمة على وجه الارض إلا ولها من أبنائها رسول الهي. والواقع، ان الايمان بجميع المصلحين الدينيين، الذين بعثوا بين حين وآخر، هو المبدأ الوحيد الذي يستطيع ان يكون «حقل لقاء» بين أنظمة العالم الدينية على اختلافها. كذلك علّم اتباعه ان يحجموا عن الطعن حتى

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست