الكعبة- وهي من أعظم المناصب شرفا في بلاد العرب. وكان قصيّ جدّ عبد المطّب، جدّ الرسول الكريم. ومن هنا نرى ان اسرة النبي تحتلّ، من حيث نبالة المحتد، المقام الأعلى.
وكانت أمّ عبد المطّلب من بني النجّار، فهم أخوال النبي.
وأنجب عبد المطّلب عشرة أولاد، أبرزهم ابو لهب الذي كان زعيم المعارضة الأكبر ضد الرسول، وابو طالب الذي كفله ونشّأه، وحمزة الذي كان من أول الناس اسلاما والذي استشهد في وقعة أحد، والعباس الذي كان شديد الحب للرسول برغم بقائه فترة طويلة خارج الحظيرة الاسلامية، وعبد الله والد الرسول. وكان عبد الله زوجا لآمنة بنت وهب ابن عبد مناف من بني زهرة. والواقع أن الزوجين احتلا في قومهما مقاما عليّا لا بسبب من كرم محتدهما فحسب، بل بسبب شيء آخر كان أرجح في ميزان القيمة في عصر الظلمة والفساد ذلك:
لقد كانت لكل منهما نفس طاهرة.
وبعد أيام قليلة انقضت على الزفاف السعيد، خرج عبد الله في رحلة تجارية إلى الشام. فبينا هو عائد من رحلته تلك مرض بالمدينة وتوفي فيها. وهكذا ولد الرسول الكريم يتيم الأب، ثم ماتت أمه وهو لا يزال في السادسة من العمر. وبذلك حرم حدب الأبوين وعنايتهما، ومع هذا فأنه لم ينشأ على أسمى الفضائل الخلقية فحسب، بل كان أعظم معلّم للاخلاق أيضا. ولم تشأ الاقدار له أن يفيد من المنافع التي تعود بها الثقافة الكتبية على أصحابها، ومع هذا فقد ترك للعالم تراثا غنيا من الحكمة البالغة لا يزال حتى يوم الناس هذا ينتزع الاحترام والاعجاب الكليّيّن.
ويوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الاول، هو عند جمهور العلماء يوم ميلاد الرسول الكريم. وقد انتهى تحقيق علميّ آخر إلى جعله في اليوم التاسع من الشهر نفسه، وهو يوافق اليوم العشرين من