كبغضه الوثنية. ولقد أبى أن يشارك في أداء شعائر عصره الإشراكية.
ورفض أن يطعم من ذبيحة قصد بها أن تكون قربانا لأحد الأوثان.
وتفطّر قلبه حزنا لما تردّت فيه الانسانية من انحطاط. واضطرمت في صدره رغبة موقدة في النهوض بأخوانه من بني البشر من هوة السقوط، ودفعهم في طريق الصلاح. وكان كثيرا ما يعتزل الناس متحنثا في غار حراء، ويسأل الله- بعينين تسفحان الدموع- إحياء الجنس البشري وإقالته من عثاره.