نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 276
ورجعت إلى خديجة فقلت: دثروني دثروني، فنزل جبريل وقال: يا أيها المدثر". وعن عكرمة: يا أيها المدثر بالنبوة وأثقالها قد تدثرت هذا الأمر فقم به.
وقيل: ناداه بالمزمل والمدثر في أول أمره، فلما شرع خاطبه الله تعالى بالنبوة والرسالة.
وأما "طه" فروى النقاش عنه عليه الصلاة والسلام: "لي في القرآن سبعة أسماء" فذكر.
بفتح الراء وضم العين، أي نزعت.
قال الحافظ: وهذا يدل على بقية بقيت معه من الفزع الأول ثم زالت بالتدريج، "ورجعت إلى خديجة فقلت: دثروني دثروني" مرتين، هكذا في الصحيحين في التفسير وللبخاري "زملوني زملوني"، ورجحت الأولى باتفاقهما، وبأنها كما قال الزركشي أنسب بقوله، "فنزل جبريل وقال يا أيها المدثر"، إيناسا له وتلطفا والمعنى يا أيها المدثر بثيابه على الصواب الذي عليه الجمهور، كما قال النووي، وعن عكرمة يا أيها المدثر بالنبوة، وأثقالها، وقد تدثرت هذا الأمر" كالمدثر بالثياب "فقم به" مقام تصميم، فهو مجاز، وروى الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة صنع طعاما لقريش، فلما أكلوا، قال: ما تقولون في هذا الرجل، فقال بعضهم ساحر، وبعضهم كاهن، وبعضهم شاعر، وبعضهم سحر يؤثر فحزن صلى الله عليه وسلم وقنع رأسه، وتدثر، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدثر} إلى قوله {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} ، "وقيل ناداه بالزمل، والمدثر في أول أمره" بالتبليغ بعد ثلاث سنين، لا في أول ما أوحى إليه كما توهمه من جعلها أول ما نزل، كما مر بسطه، "فلما شرع" في الإنذار والتبليغ "خاطبه الله تعالى بالنبوة والرسالة" أي يا أيها النبي، يا أيها الرسول، إجلالا له وتبجيلا ولم يناده باسمه في القرآن ويرحم الله القائل:
ودعا جميع الرسل كلا باسمه ... ودعاك وحدك بالرسول وبالنبي
وذكر السهيلي أيضا نحو ما مر في المزمل من أنه ملاطفة وتأنيس على عادة العرب، كقوله عليه السلام لحذيفة: "قم يا نومان"، فلو ناداه تعالى باسمه، أو بالأمر المجرد من الملاطفة وهو في تلك الحالة لهاله ذلك، فلما بدأه بالمدثر علم رضاه عليه وهو مطلوبه وبه كانت تهون عليه الشدائد، فإن قيل كيف ينتظم يا أيها المدثر مع قم فانذر، وما الرابط بينهما في البلاغة، قلنا من صفته ما قاله صلى الله عليه وسلم: "أنا النذير العريان والنذير المجد بجرد ثوبه"، والتدثر ضده، ففيه أطباق بين والتئام بديع وسمانة في المعنى، وجزالة في اللفظ انتهى.
"وأماطه فروي النقاش عنه عليه الصلاة والسلام لي في القرآن سبعة أسماء، فذكر
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 276