responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 298
يشفع لهم، وعن أبي سعيد الخدري، هي شفاعة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم هو شفيع صدق عند ربهم، قال سهل بن عبد الله: هي سابقة رحمة أودعها في محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما "نعمة الله" فقال سهل في قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18] قال: نعمته محمد صلى الله عليه وسلم،.

يشفع" وروى ليشفع، وروى شفيع "لهم"، فسمي قدما لتقدمه، والشفاعة طلب نفع الغير، لا توصف بالصدق، والكذب، فأما أنه تجوز بالصدق عن القبول لمشابهته لتحقق ما شفع فيه، فهو كالخبر المطابق للواقع، وأما أن المراد شفاعة يقدم صاحبها على رجائها، كما في قولهم حمل حملة صادقة، وقيل المراد أن الشفيع صادق في خبره ومن هو كذلك تقبل شفاعته، "وعن أبي سعيد الخدري، وعلي رضي الله عنهما" كما أخرجه ابن مردويه أنهما قالا في تفسير الآية "هي شفاعة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم" جعلت قدما، أي سابقة لتقدمها، أو تقدم صاحبها، أو لقيامها به عليه السلام، فأطلق عليه اسمها "هو شفيع صدق"، بالإضافة، أي شفاعته قوية تامة مقبولة "عند ربهم" قيل هو إشارة إلى أن صدق صفة مضاف مقدر بمعنى الصاد، أو بمعناه المصدري، وقيل إشارة إلى تفسير القدم به صلى الله عليه وسلم باعتبار الشفاعة أيضا، كما مر، أو إلى المسامحة في تفسيره بالشفاعة، فيوافق الأول.
"وقال سهل بن عبد الله" الإمام الورع، الزاهد العالم، الشهير "هي سابقة رحمة"، من إضافة الصفة للموصوف، أي رحمة سابقة، وقيل الإضافة بيانية "أودعها الله في محمد صلى الله عليه وسلم" أي جعله متصفا بها لينتفع الناس بها عند الحاجة، أو عهد له بها في الأزل، فلقيامها به صح أن يطلق عليها اسمها للمناسبة، "وأما نعمة الله، فقال سهل" التستري "في قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّه} أي تشرعوا في عد أفراد نعمة من نعم الله، {لا تُحْصُوهَا} ، لا تطيقوا عدها، وأتى أن عدم العد مقطوع به نظرا إلى توهم أن يطاق، وأصل معنى الإحصاء العد بالحصى، وكانت العرب تفعله، كما قال الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر
ثم صار حقيقة في العد مطلقا أو المراد أن تريدوا عدها.
"قال" سهل إعادة تأكيدا للأول، وللفصل بين كلام الله وتفسيره "نعمته محمد صلى الله عليه وسلم" إذ هو النعمة العظمى لكونه رحمة للعالمين، وفي نسخة نعمته بمحمد بالباء السببية، أو على أن النعمة بمعنى إنعام؛ لأنها تكون بمعناه وبمعنى المنعم به، واعترض هذا التفسير بأن النعمة به من أعرف المعارف المعلومة، والإحصاء إنما يكون في المعدود، كقوله: وأحصى كل شيء عددا، وتعقب بأن فيه صلى الله عليه وسلم، فوائد ومنافع، لا تحصى، فلا منافاة بين عدم الإحصاء وكونه المنعم به، والإضافة
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست