responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 306
فمبدأ الكون ونماؤه كائن من بركته المستمدة من بركة الله، ومن كمال بركته نبع الماء من بين أصابعه، وتكثير الطعام القليل ببركته حتى أشبع الجيش الكثير وغير ذلك مما لمسه أو باشره، كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى في مقصد المعجزات.
وأما "المكين" فهو صلى الله عليه وسلم المكين تعلو مكانته عند ربه تعالى، ومن ذلك أن قرن سبحانه ذكره بذكره فما أذن باسم أحد سواه، ولا قرن اسم أحد مع اسمه إلا إياه، فأعلن له في السابقة على ساق العرش وأذن به في اللاحقة على منار الإيمان. وأما "الأمي"

فامنت بالله الذي أنا عبده ... وخالفت من أمسي يريد المهالكا
ووجهت وجهي نحو مكة قاصدا ... وبايعت بين الأخشبين المباركا
نبي أتانا بعد عيسى بناطق ... من الحق فيه الفضل منه كذلكا
"فمبدأ" يعني وجه تسميته به أن مبدأ "الكون وتمامه كائن من بركته المستمدة من بركة الله"، ومن كان مدده فلا يستطاع إحصاء بركته "و" لكن "من كمال بركته نبع الماء من بين أصابعه، وتكثير الطعام القليل ببركته حتى أشبع"، وأروى "الجيش الكثير، وغير ذلك مما لمسه، أو باشره، كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى في مقصد المعجزات".
وقال الشامي سمي بذلك لما جعل الله في حاله من البركة، والثواب، وفي أصحابه من فضائل العمال، وفي أمته من زيادة القدر على الأمم.
"وأما المكين" فعيل من المكانة أخذه جماعة من قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} الآية، على أحد القولين إنما المراد صلى الله عليه وسلم "فهو" أي فموجه تسميته به أنه "صلى الله عليه وسلم المكين تعلموا مكانته" العظيمة "عند ربه تعالى، ومن ذلك أن قرن" ضم وجمع "سبحانه ذكره بذكره فما أذن" بالبناء للمفعول "باسم أحد سواه" لأنه ما شرع ذكر غيره في الأذان، "ولا قرن اسم أحد مع اسمه" تعالى "إلا إياه" كما قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} الآية، أي لا أذكر إلا وتذكر معي، كما ورد مفسرا عن جبريل عن الله، "فأعلن له في السابقة على ساق العرش" حيث كتب اسمه على ساقه وعلى نحور الحور وغير ذلك مما مر "وآذن" اعلم "به في اللاحقة على منار الإيمان" حيث أمر المؤذنين بذكر اسمه في كل آذان والمراد بها الآخرة؛ لأنه أعلم به فيها بلواء الحمد، والشفاعة والمقام المحمود وغير لك مما لم يؤذن به لغيره فيها.
"وأما الأمي" الذي، لا يكتب، ولا يقرأ، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنا أمية لا نحسب ولا نكتب"،
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست