في صحيحه عن خباب أن مصعبا ممن مضى ولم يأخذ من أجره شيئا قتل يوم أحد وترك نمرة[1] إذا غُطي بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غُطيت بها رجلاه بدا رأسه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسله أن يُغطى رأسه ويجعل على رجليه شيء من إذخر[2].
قال ابن عبد البر: “ولم يختلف أهل السير أن راية رسول الله صلى الله عليه وسله يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بن عمير فلما قتل يوم أحد أخذها علي بن أبي طالب رضي الله عنه”[3].
وقاتل مصعب رضي الله عنه في أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسله حتى قتل[4] قتله ابن قمئة الليثي[5] وهو يظنه رسول الله صلى الله عليه وسله فرجع إلى قريش فقال قتلت محمدا فلما قتل مصعب أعطى رسول الله صلى الله عليه وسله اللواء علي بن أبي طالب ورجالا من المسلمين[6] وكان رضي الله عنه يوم قتل ابن أربعين سنة وأزيد شيئا ويقال إن فيه نزلت وفي أصحابة: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ”[7]. [1] النمرة: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة … كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 5/118) . [2] البخاري، الجامع الصحيح: 7/226، والذهبي، السير: 1/146. [3] ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/472. [4] الذهبي، السير: 1/148. [5] ابن إسحاق، تهذيب سيرة ابن إسحاق: 3/122،وابن سعد، الطبقات الكبرى:2/42، وابن عبد البر، الاستيعاب: 3/470، ابن الأثير، أسد الغابة: 4/405، والذهبي، السير: 1/148. [6] الذهبي، السير: 1/148. [7] ابن هشام، تهذيب سيرة ابن إسحاق: 3/122، وابن عبد البر، الاستيعاب: 3/470، ابن الأثير، أسد الغابة: 4/405.