إبراهيم بن يوسف[1] قال حدثني أبي[2] عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يحدث قال: "لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه وكان كثير الشعر[3] فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول:
والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علين
ا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأُلى قد بغوا علين
ا ... إذا أرادوا فتنة أبين
ا
قال:" ثم يمد صوته بآخرها"[4].
هكذا جاء أيضاً في هذه الرواية مباشرته صلى الله عليه وسلم لنقل التراب الناتج من الحفر فلقد كان صلى الله عليه وسلم مدرسة للأخلاق الكريمة الفاضلة المستقاة من القرآن [1] إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي صدوق يهم من السابعة مات سنة 198هـ، روى له (خ م د ت س) التقريب 24. [2] يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وقد ينسب لجده - ثقة - من السابعة مات سنة 157هـ، روى له (ع) التقريب 388. [3] قال الحافظ: "وليس كذلك فإن صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان دقيق المسربة - أي الشعر- الذي في الصدر إلى البطن. قال فيمكن الجمع بأنه كان مع دقته كثيراً أي لم يكن منتشراً بل كان مستطيلاً والله أعلم". فتح الباري 7/401. [4] صحيح البخاري 5/47، والفتح 7/399.