يوضحه فهو لا يخلو من فائدة، وعليه فقد روى اليبهقي من طريق كثير ابن عبد الله المزني حديثاً، وفيه قال عمرو بن عوف: فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً فحفرنا حتى بلغنا الثّديّ[1] أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدّورة[2]. الحديث.
وعلى ذلك فهذه الكلمة - الثدى- محتملة لما يأتي:
1- أنهم حفروا إلى ما يبلغ الثدى وفي هذا دلالة على عمق الخندق.
2- ويحتمل أنها الثرى -بالثاء المعجمة والراء المهملة- ويكون فيها تصحيف.
والثرى بمعنى الندى[3]، وتكون الندى لا تصحيف فيها. وهذا يدل على أنه ليس هناك مكان معروف يسمى الندى، وإنما الندى هو الجود وهو المطر والبلل[4]، ويطلق على قطرات الماء التي تصبح على أوراق الأشجار. ولذلك قال الطبري والصرى هو الماء[5]. [1] وهذا العمق قد يكون أكثر من متر لأن طول الرجل المتوسط متر ونصف فأكثر. [2] دلائل النبوة 3/419. [3] القاموس المحيط 4/394. [4] مختار الصحاح 653. [5] جامع البيان 21/134.