رجلاً ليباغت القوم في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم[1].
فلما انتهى أبو سلمة إلى أرضهم تفرقوا وتركوا نعماً كثيراً لهم من الإبل والغنم فأخذ ذلك كله وأسر منهم ثلاثة مماليك وأقبل راجعاً بهم إلى المدينة[2].
وفي شهر صفر[3] من السنة الرابعة[4] كانت غزوة الرجيع5، [1] قد يتساءل البعض فيقول هل يجب إنذار العدو أم لا؟ والجواب:
أ- ذهب بعض العلماء إلى وجوب الدعوة إلى الإسلام مطلقاً سواء أكان عندهم علم بالإسلام أم لا، وإليه ذهب ملك وجماعة من العلماء.
ب- المذهب الثاني أنه لا يجب مطلقاً.
جـ- ذهب أكثر العلماء إلى التفصيل بين من بلغتهم الدعوة وعلموا بها فلا يجب في حقهم الإنذار وبين من لم تبلغهم الدعوة ولا علموا بها فيجب الإنذار في حقهم. انظر ذلك في: نيل الأوطار 7/262. [2] البداية والنهاية 4/62. [3] جميع المؤرخين يذكرون أنها كانت في صفر إلا أنهم يختلفون بالنسبة للسنة، فبعضهم يقول أنها كانت في سنة ثلاث وبعضهم يقول أنها كانت سنة أربع. انظر: السيرة النبوية 2/169، جوامع السيرة 176. [4] البداية والنهاية 4/62 وقد نص ابن كثير على أنها سنة أربع نقلاً عن الواقدي.
5 الرجيع: بفتح الراء، وكسر الجيم هو في الأصل اسم للروث بتشديد الراء، وسكون الواو، وهو الموضع الذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة النفر الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. معجم البلدان 3/29.
قال ابن سعد: "والرجيع هو ماء لهذيل بصدور الهدة والهدة على سبعة أميال منها. والهدة على سبعة أميال من عسفان جهة مكة. وبه قال الحافظ. الطبقات الكبرى" 2/55، السيرة النبوية 2/170، فتح الباري 7/379.
وقال ياقوت: "قال ابن إسحاق والواقدي والرجيع ماء لهذيل بين مكة والطائف". انظر: معجم البلدان 3/92