قال البخاري[1] رحمه الله: "حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري[2] عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رامٍ فاقتصوا أثرهم حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد[3] وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا رسولك فقاتلوهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب [1] صحيح البخاري 5/86- 87 كتاب المغازي. [2] محمد بن مسلم المعروف بابن شهاب الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته واتقانه. مات سنة 125هـ، وقيل قبل ذلك. روى له الجماعة. التقريب 318. [3] فدفد بفائين مفتوحتين ومهملتين الأولى ساكنة، وهي الرابية المشرفة وقال ابن الأثير هو الموضع المرتفع. انظر: النهاية في غريب الحديث 3/420، 421، والفتح 7/381.