وزيد ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار[1] قسيهم فربطوهم بها. فقال الرجل الثالث[2] الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة … الخ"[3].
وهكذا كان مصير هذه السرية الصغيرة سواء كانوا عيناً كما في الحديث أو معلمين كما في قول ابن إسحاق[4] وغيره من العلماء[5] كان مصيرهم الاستشهاد في سبيل الله ونعم المصير.
أما بالنسبة لعددهم فالصحيح كما قاله البخاري وهم عشرة ستة من المهاجرين وأربعة من الأنصار وكان أميرهم عاصم بن ثابت قال الحافظ: كذا في الصحيح وفي السيرة أن الأمير عليهم مرثد بن أبي مرثد وما في الصحيح أصح[6]. [1] الأوتار حبال مشدودة بالقسي والقسي أعواد يجعلون فيها الأوتار ليدفعوا بها النبال. [2] الرجل الثالث هو: عبد الله بن طارق. كما في رواية ابن إسحاق. قاله الحافظ في الفتح 7/381. [3] فتح الباري 7/378. [4] السيرة النبوية 2/169. [5] كابن القيم في الزاد 3/246، وابن حزم في جوامع السيرة 176. [6] فتح الباري 7/380.