أما بالنسبة لمهمة هذه السرية فقد رأينا الاختلاف في ذلك.
فبعضهم يقول إنهم كانوا معلمين وبعضهم قال إنهم كانوا عيناً ويؤيد كونها عيناً الرواية التي أوردها الحافظ عن أبي الأسود[1] عن عروة[2] (بعثهم عيوناً إلى مكة ليأتوه بخبر قريش) [3].
قال ابن سعد: "وذكر الواقدي أن سبب خروج بني لحيان عليهم هو قتل سفيان الهذلي، وأن الهذليين اتفقوا مع عضل والقارة أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه معلمين حتى يثأروا لمقتل زعيمهم سفيان بن خالد الهذلي"[4]. [1] هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي أبو الأسود المدني يتيم عروة - ثقة - من السادسة مات سنة بضع وثلاثين (4) . التقريب 308. [2] عروة بن الزبير بن العوام ثقة. فقيه مشهور من الثانية. مات سنة 94 على الصحيح. روى له الجماعة. التقريب 238. [3] فتح الباري 7/380. [4] سفيان الهذلي زعيم بني لحيان. وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يجمع الجموع له صلى الله عليه وسلم فبعث إليه عبد الله بن أنيس سرية ليقتله فمشى معه عبد الله بن أنيس، وحدثه حتى استحلى حديثه ولما تفرق الناس وناموا قتله وأخذ رأسه وعاد مظفراً - رضي الله عنه وأرضاه - فقد دافع عن الإسلام وعن رسوله. الطبقات الكبرى 2/50.