رواحة[1]، فانتهى إلى بدر فأقام بها ثمانية أيام ينتظر المشركين.
وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكة وهم ألفان ومعهم خمسون فرساً فلما انتهوا إلى مر الظهران[2] قال لهم أبو سفيان: أن العام عام جدب وقد رأيت أني راجع بكم فانصرفوا راجعين وأخلفوا الموعد[3]، وكان تأخر المشركين عن الموعد مما أعاد القوة والهيبة للمسلمين وقد محت غزوة بدر الآخرة كل أثر سيء لمعركة أحد داخل المدينة وخارجها على حد سواء"[4].
قال ابن إسحاق: "ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأقام من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أشهراً حتى مضى ذو الحجة وولي تلك الحجة المشركون وهي سنة أربع ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل"[5]. [1] هو: عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الخزرجي الأنصاري الشاعر أحد السابقين شهد بدراً، واستشهد بمؤته، وكان ثالث الأمراء بها وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان. الإصابة 2/306. [2] موضع على مرحلة من مكة جهة المدينة والمرحلة تقدر بأربعين كيلاً على أرجح الأقوال وتقديره بالمرحلة هو قول ياقوت في معجم البلدان 5/104، وابن منظور في لسان العرب7/17. [3] زاد المعاد 2/125، السيرة النبوية 2/213. [4] الرسول القائد 138. [5] دومة بضم الدال وبينها بين المدينة خمس عشرة ليلة. قال ياقوت سميت بدوم ابن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. معجم البلدان 2/487. قلت: "وهي على بعد 850كم شمال المدينة مما يلي الشام".