فلم يصب منهم أحداً فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفي تلك الغزوة وادع عيينة بن حصن[1] رغم أن ابن إسحاق قال:
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليها ولم يلق كيداً بها[2].
أما ابن الأثير فقد نفى غزو الرسول صلى الله عليه وسلم لدومة وأثبت ذلك لخالد فقط[3].
والجمع بين القولين هو قول ابن إسحاق: "رجع قبل أن يصل إليها، ولم يلق كيداً) ثم غزاها خالد - رضي الله عنه - وفتحتها عنوة".
وفي شهر شعبان من السنة نفسها بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بريدة[4] بن الحصيب ليجس النبض فأتاهم ولقي الحارث وكلمه. [1] زاد المعاد 3/583. [2] السيرة النبوية 2/213. [3] أسد الغابة 2/95. [4] بريدة: بالتصغير بن الحصيب بمهملتين أبو سهل وقيل: أبو الحصيب، والمشهور أبو عبد الله الأسلمي، أسلم قبل بدر وقدم المدينة بعد أحد وأخباره كثيرة، ومناقبه مشهورة، وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تحول إلى مرو فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية قال ابن سعد مات سنة 63هـ. انظر: أسد الغابة 1/175، الإصابة 1/146.