ففعل فاشتمل اليهود الثلاثة على الخناجر فأرسلت امرأة من بني النضير إلى أخ لها من الأنصار مسلم تخبره بأمر بني النضير فأخبر أخوها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليهم قال ابن حجر: فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق من أن سبب غزوة بني النضير طلبه صلى الله عليه وسلم أن يعينوه في دية الرجلين لكن وافق ابن إسحاق جل أهل المغازي فالله أعلم"[1].
أما بنو قريظة فكان سبب محاصرتهم وقتلهم ما وقع منهم من نقض عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومما لأتهم[2] لقريش وغطفان ومطاوعتهم لعدو الله وعدو رسوله حيي بن أخطب حتى أنه لم يزل بسيدهم كعب بن أسد يفتله في الذروة والغارب[3] حتى نقض عهده وأخلف وعده[4]. وكان مصير هذه الطائفة أن نزلت على حكم الصحابي الجليل سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه ومواليه فحكم فيهم أن يقتل رجالهم ويسبى نساؤهم وذراريهم وتقسم أموالهم[5] فقال صلى الله عليه وسلم: "قضيت بحكم الله"[6]. [1] فتح الباري 7/331. [2] مالأه بالمد ساعده على الأمر وشايعه. القاموس المحيط 1/30. [3] أي يدور من وراء خديعته. القاموس المحيط 4/29. [4] السيرة النبوية 2/240، سمط النجوم العوالي 2/115، زاد المعاد 2/130. [5] السيرة النبوية 2/240، جوامع السيرة 195.. [6] وذلك من حديث صحيح رواه أبو سعيد الخدري. انظر: صحيح البخاري 5/93 (باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة) .