جعفر[1] عن سعيد[2] قال: أمد الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين بخمسة آلاف من الملائكة مسومين[3]، وقال: ويومئذ سمى الله الأنصار مؤمنين قال: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} ، [سورة التوبة، من الآية:40] . 4.
والحديث أورده الزرقاني والشوكاني: ونسباه لابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، ثم ساقا مثل ألفاظ حديث الطبري5
والحديث فيه محمد بن حميد وهو ضعيف وفيه جعفر بن أبي المغيرة، قال ابن مندة[6] ليس بالقوي في سعيد بن جبير7، ثم الحديث مقطوع.
وهذا الحديث لا تقوم به حجة في كون الملائكة الذين حضورا غزوة حنين كانوا خمسة آلاف.
قال الشوكاني: "وقد اختلف في عدد الملائكة الذين اشتركوا في حنين على أقوال: قيل خمسة آلاف، وقيل ثمانية آلاف، وقيل ستة عشر ألفا، وقيل غير ذلك وهذا لايعرف إلا من طريق النبوة8.إهـ
هذا وقد اختلف أيضا في قتال الملائكة مع المسلمين.
قال القسطلاني: "قاتلت الملائكة مع المسلمين في غزوة بدر وحنين"9. [1] جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي، القمي، صدوق يهم، من الخامسة. /بخ د ت س فق. (التقريب 1/133 وتهذيب التهذيب 2/108) . [2] سعيد بن جبير الأسدي مولاهم، الكوفي، ثقة ثبت، من الثالثة، قتل بين يدي الحجاج سنة (59) ولم يكمل الخمسين./ع. (التقريب1/ 292 وتهذيب التهذيب4/11) . [3] مسومين: أي لهم علامات يعرفون بها. (النهاية لابن الأثير: 2/425) .
(جامع البيان 10/103) .
(الشوكاني: فتح القدير 2/349. والزرقاني شرح المواهب 3/16) . [6] هو الحافظ الإمام الرحال أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة واسم مندة: إبراهيم ابن الوليد الأصبهاني، سمع محمد بن العلاء أبا كريب ومحمد بن سليمان لوين وعنه أبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ مات في رجب سنة (301هـ) . (الذهبي: تذكرة الحفاظ 2/741) .
(الذهبي: ميزان الاعتدال 1/417، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/108) .
(الشوكاني: فتح القدير 2/348) .
(المواهب اللدنية 1/164) .