حصرا، وقد بدا لنا أن آراء السهيلي هذه ما هي إلا وجهات نظر خاصة به في هذه الألفاظ، وهذا يؤكد استقلالية هذا الكتاب وعدم التزامه بما ورد في سيرة ابن هشام.
أسهمت هذه الأمور بأجمعها في حصول هذا الشرح للسيرة التي لخصها ابن هشام مكانة طيبة في نفوس العلماء الذين اطلعوا عليه، فحاول قسم منهم إبداء رأيهم فيه والتعليق على ما ورد فيه من آراء، وأهتم قسم آخر منهم باختصار الأشياء المهمة التي حواها هذا الشرح وجعلها في مصنف مستقل، وهذا ما أوضحته لنا إحصائية حاجي خليفة لهذه الإسهامات التي تمثلت بمصنفات خص بها العلماء كتاب السهيلي الروض الأنف، وهذه الإحصائية هي [124] .
1. الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم، وهي حاشية كتبها مغلطاي بن قليبج (ت 762 هـ) على ما ورد في الروض.
2. نور الروض، وهو مختصر للروض الأنف كتبه محمد بن أبي بكر المعروف بابن جماعة (ت 819 هـ) .
3. حاشية القاضي عين المناوي (ت 871 هـ) علق فيها أيضا على بعض ما ورد في شرح السهيلي هذا، وقام سبطه زين العابدين بن عبد الرؤوف المناوي بتجريد هذه الحاشية.
وأهتم آخرون بالحصول على إجازة بروايته والاجتهاد في طلبها، إذ تبين كتب الفهارس التي كتبها بعض العلماء للمصنفات التي حصلوا على إجازة [124] ينظر، كشف الظنون، 1/ 917- 918.