يشرحها، وهذا ما أجملته مقالته التي مفادها: " وتحصل في هذا الكتاب من فوائد العلوم والاداب وأسماء الرجال والأنساب ومن الفقه الباطني اللباب، وتعليل النحو وصفة الأعراب ما هو مستخرج من نيف على مائة وعشرين ديوانا ...
وقد عنت لي منه فنون، فجاء الكتاب من أصغر الدواوبن حجما ... " [119] .
3. إعطاء الجانب اللغوي في أثناء شرح السيرة أولوية منقطعة النظير، وذلك راجع إلى أن السهيلي كان من المشهود لهم بطول الباع في العربية وغريب الألفاظ والنحو [120] .
دفع هذا الاهتمام السهيلي إلى إعطاء القصائد والأبيات الشعرية الواردة في السيرة مكانة بارزة عند شرحه لها والتعليق عليها [121] ، ولكنه استثنى من ذلك أشعار الكفار فلم يتطرق إلى شرحها معللا ذلك بكراهة أهل العلم لهذا الشعر فضلا عن أن النفس تقذر تلك الأشعار وتبغضها مع قائليها [122] .
وهذا الأمر راجع إلى ورعه وتحرجه الديني الذي لا يريد بشرحه لهذه الأبيات المساس بمقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم الرفيع.
4. الترجيح بين الروايات وإبداء رأيه فيها [123] ، وهذا ما يدل على نبوغ شخصيته العلمية المستقلة وعدم التقليد الأعمى بالشرح لما ورد في المتن من ألفاظ سواء أكانت صحيحة أم سقيمة، وكان هذا الترجيح في معاني الألفاظ [119] المصدر نفسه، 1/ 35- 36. [120] ينظر، القفطي إنباه الرواة، 2/ 162- 164، الذهبي، تذكرة الحفاظ، 4/ 137- 139. [121] ينظر، الروض الأنف، 1/ 84، 186، 253، 254، 359. [122] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 57. [123] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 109، 126، 366، 5/ 119، 142، 6/ 194.