ج. إفراد كل سند مع متنه بالرواية، وذلك بأن يروي الحديث أو الرواية بأسانيد متعددة ويتبع كل إسناد بلفظ المتن والذي روي به فيعيد المتن لزيادة ألفاظ أو دلالات أو اختلاف بين الرواة فيه [159] .
د. اختصار الأسانيد، وذلك بأن يروي الحديث أو الرواية بسندها أو بمتنها ثم يذكر عقب ذلك باقي الأسانيد، ولكنه يكتفي من ذلك بذكر بعض العبارات التي تبين هذا المنحى مثل: (وبإسناده أو بمثل هذا الإسناد) [160] ، استعمل هذا النمط من أنماط جمع الأسانيد في الروايات التي تتسلسل الواحدة تلو الأخرى ويتشابه رواتها.
كان هذا المنحى من قبل البيهقي بجمعه لأسانيد رواياته محاكيا لنهج من سبقه في ذلك وخصوصا محمد بن إسحاق الذي سار على هذا النهج في السيرة التي كتبها للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [161] ، ولكن محاكاته هذه لم تكن بالمعنى الحرفي بل كانت صيغة مغايرة لما انتهجه المصنفون الذين سبقوه، لأن اتجاهه هذا كان ثمرة من ثمار المسيرة الطويلة التي قطعها علم الحديث والإسناد والتي بلغت أكثر من ثلاثة قرون ونصف [162] .
ثانيا: إيراد بعض الروايات عن الحوادث التأريخية مقرونة بالقرائن المؤكدة لها سواء أكانت تلك القرائن على هيأة آية قرآنية أم حديث نبوي شريف أم [159] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 81- 84، 110، 123، 158، 164، 170- 171، 176، 207، 229، 362. [160] ينظر، المصدر نفسه 1/ 76، 169، 285، 6/ 27. [161] هوروفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص 86، الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص 28. [162] عن علم الحديث وتطوره ينظر، الأعظمي، محمد مصطفى، دراسات في الحديث النبوي، جامعة الرياض، السعودية، ط 1396، 1 هـ، ص 13- 48.