الله عنه) [35] ، كذلك فاضل بين الروايات التي ذكرت حول من آخاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من الصحابة، إذ انتهى من هذه المفاضلة بالقول: " والصحيح عند أهل السير والعلم بالاثار والخبر في المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في حين قدومه للمدينة أنه آخى بين علي بن أبي طالب وبين نفسه صلى الله عليه وسلم فقال له أنت أخي في الدنيا والاخرة" «36»
دفعت هذه المحاور التي أكسبها ابن عبد البر لكتابة السيرة في مصنفه هذا العلماء إلى اعتماد هذا الكتاب في مصنفاتهم والاجتهاد في الحصول على إجازة بروايته [37] ، هذا من جانب أما من جانب آخر فقد اقتبس العديد من الذين صنفوا في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم نصوصه ولا سيما ابن حزم الظاهري الذي عدّ محققو كتابه (جوامع السيرة) صورة مهذبة من كتاب الدرر عند مقارنتهم للروايات الموجودة في هذين الكتابين [38] ، وهذه النتيجة توصل إليها أيضا محقق كتاب الدرر نفسه [39] .
لم تكن هذه المحاولة من قبل ابن عبد البر الأولى من نوعها في كتابة السيرة بل سبقتها محاولة، وذلك بكتابة موجز بسيط في سيرة الرسول افتتح به كتابه الاستيعاب [40] ، إذ بجمع الروايات الواردة في هذين الكتابين عن سيرة الرسول [35] ينظر، المصدر نفسه، ص 40.
(36) ينظر، الدرر، ص 97- 98. [37] ينظر، ابن خير الأشبيلي، فهرست ما رواه عن شيوخه، ص 232، برنامج الوادي آشي، ص 215، ابن سيد الناس، عيون الأثر، 2/ 346- 347. [38] ينظر، عباس، الأسد، مقدمة تحقيق كتاب جوامع السيرة، دار المعارف، مصر، 1957، ص 5. [39] ينظر، ضيف، مقدمة تحقيق كتاب الدرر، ص 16. [40] ينظر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 1/ 25- 53.