وبدمجهما مع بعضهما ببعض يتشكل لنا كتاب موسع عن سيرة الرسول وأحواله.
3. جوامع السيرة لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري (ت 456 هـ) :
مصنف هذا الكتاب هو أحد العلماء الأندلسيين الذين اسهموا اسهاما جادا في رفد الثقافة والفكر الاسلامي بمصنفات كبيرة وكان هذا الكتاب أحد هذه المصنفات [41] .
ولدت هذه السيرة التي صنفها ابن حزم تضاربا بين الباحثين في تحديد العنوان المناسب لها بعد اختلاف عناوينها على ظهور المخطوطات، إذ وضع محققو هذه السيرة عنوانا لها باسم (جوامع السيرة) ، وسوغوا ذلك بأن مضمون الكتاب يلائم هذا العنوان [42] ، وهذا ما أثار حفيظة أحد الباحثين الذي وصف هذا العمل من قبل محققي الكتاب بالتسرع وعدم الدقة العلمية في اختيار وتثبيت الاسم الصحيح للسيرة التي صنفها ابن حزم الظاهري [43] .
ومهما يكن من أمر الجلبة التي أثيرت عن هذا الموضوع لا تهم الباحث بقدر ما يهم اتفاق جميع المصادر التي ترجمت لابن حزم حول تصنيفه كتابا في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم. [41] تنظر ترجمته، الحميدي، جذوة المقتبس، ص 489- 493، ابن حجر، لسان الميزان، 4/ 198- 202. [42] عباس، الأسد، مقدمة تحقيق كتاب جوامع السيرة، ص 15. [43] ينظر، المنجد، صلاح الدين، نقد كتاب جوامع السيرة، مجلة معهد المخطوطات العربية، مصر، السنة الأولى، 1956، ج 1 مجلد 2، ص 190.