أوضحت مكانة سيرة الرسول وأثرها في تهذيب النفوس والأخلاق حتى كانت السيرة التي صنفها قد حملت في جنباتها بعض الأقوال التي بينت أثر هذا الحافز في كتابتها [80] .
كان لهذا الحافز أثر مباشر في كثرة المصنفات التي كتبت عن سيرة الرسول وأحواله في العصور اللاحقة، إذ أشار أحد الباحثين الذين أحصوا هذه المصنفات إلى دور هذا الحافز في وفرة المصنفات التي كتبت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [81] ، وإن كان هذا الحافز موجودا أساسا في نفس كل مصنف كتب سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم لأغراض علمية لأنه في قرارة نفسه يعتقد اعتقادا قاطعا أنه بعلمه هذا يؤرخ سيرة نبيه الكريم الذي اخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ثم فقد اشترك هذان الحافزان في كتابة هذه المصنفات مع هيمنة واحد منهما على الاخر.
هذان هما الحافزان المهمان اللذان كانا وراء كتابة هذه السير للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم واللذان أثرا تأثيرا مباشرا في طبيعة كل مصنف من حيث المنهج الذي كتب فيه الكتاب أو الأسلوب الذي عرضت فيه الروايات. [80] ينظر، جوامع السيرة، ص 48، 262، 266. [81] ينظر، الندوي، سليمان، الرسالة المحمدية، دار الفتح، دمشق، ط 2، 1963، ص 97- 101.