الكثيرة في هذا الكتاب التي أنفرد في ذكرها ولم يتعرض لها أحد من الذين سبقوة والذين وصلت كتبهم إلينا المتضمنة سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله [46] .
ومع وجود هذا الجانب الذي أمتاز به كتاب اليعقوبي هذا؛ فإن ذلك لم ينعكس على موضوعيته بحيث يجعل نفسه تميل ميلا يجافي الحقيقة أو يستعمل عبارات يستشف منها التعصب والتحامل على باقي الروايات المتعارضة مع ما يعتقده من أفكار، ولأجل ذلك وصفه الدوري بالقول: " بأنه كان متزنا ودقيقا في أخباره" [47] .
2. استعمال المنهج الموضوعي في كتابة التأريخ مع حذف طرق الإسناد من الروايات التي وردت في هذا الكتاب [48] .
علل الدوري بروز هذا المنحى عند اليعقوبي في كتابة التأريخ بالقول: " أن النظرة إلى الأسانيد التأريخية الهامة قد استقرت قبله لذلك فانه يكتفي بذكر مصادره في مقدمة قسمه الثاني" [49] .
حدد روزنثال مكان السيرة من هذا المنهج المتبع والتطور الذي أكسبه اليعقوبي لكتابه التأريخ ضمن مصنفه هذا إذ يقول في ذلك: " وقد دون سيرة الرسول بالأسلوب المألوف حيث روى فيها عدة أخبار مرتبة ترتيبا زمنيا ما أمكنه ذلك وهي حياته قبل الإسلام، الغزوات، أما الموضوعات التي لا يمكن ترتيبها كذلك كأسماء زوجات النبي أو الفرائض الإسلامية فقد وضعها بعد [46] ينظر، التأريخ، 2/ 13، 18، 39- 40، 53، 57، 75، 102. [47] بحث في نشأة علم التأريخ، ص 58. [48] الجعفري، اليعقوبي ص 60. [49] بحث في نشأة علم التأريخ، ص 22.