كلامه عن تأريخ النبوة ولكن قبل كلامه عن حجة الوداع ووفاة الرسول أما باقي الكتاب فهو تأريخ خلافة كل خليفة ويبحثها عن إنفراد" [50] .
هذا هو المنهج الذي اتبعه اليعقوبي في كتابه التأريخ والذي عدّ منهجا جديدا لتحرره من نمطية المنهج الحولي في إيراد حوادث كل سنة على حدة، وإحلال الكتابة على وفق المواضيع محله باستعمال الكتابة المرسلة الخالية من طرق الإسناد، فكانت محاور السيرة مقسمة لأجل ذلك على وفق الحوادث التي جرت فيها [51] .
كان لهذا العامل الذي أتبعه اليعقوبي أثر واضح في المصنفات التي تلته [52] .
3. إيراد طوالع النجوم* في ذكر الحوادث الكبرى مثل ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [53] ، المبعث [54] ، الهجرة [55] ، الوفاة [56] .
علل أحد الباحثين اتجاه اليعقوبي في إيراد طوالع النجوم للأحداث الكبرى بأنه ليشبع فضول الناس أولا، ولإرضاء رغبات الحكام الذين كان يعتقدون [50] علم التأريخ عند المسلمين، ص 185. [51] ينظر، التأريخ، 2/ 14- 18، 19- 37، 38- 58، 59- 69، 69- 70، 70- 73، 73- 76، 76- 78، 79- 98. [52] ينظر، المسعودي، مروج الذهب، 2/ 265- 269، 287- 289، 292- 297، ابن الجوزي، الوفا بأحوال المصطفى، ص 2- 5.
(*) هي الكواكب والنجوم التي تظهر في السماء في أثناء حصول الحادثة وقبلها ويتنبأ بها المنجمون والناس على حسن هذا الطالع وشؤمه، ينظر، نيلينو، كارلو، علم الفلك عند المسلمين، طبع أوفست، مكتبة المثنى، بغداد، د، ت، ص 14- 15. [53] ينظر، التأريخ، 2/ 6. [54] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 15- 16. [55] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 30- 31. [56] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 93- 94.