ووحدة تجارب الأمة كجزء من التعبير عن المشيئة الإلهية وعن إرادته تعالى في الفعاليات البشرية [75] .
خص الطبري سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في كتابه هذا بحيز كبير تناول فيه الحوادث التي جرت منذ ولادته صلى الله عليه وآله وسلّم إلى وفاته [76] .
كانت السيرة النبوية لبنة أساسية من لبنات هذا المصنف لما حوته من حوادث تناولها بالتفصيل والاتساع، إذ كان هذا الكتاب كسابقيه من حيث إن مصنفه قد أتخذ منهجا خاصا في كتابة تأريخه من أوله إلى آخره إذ كانت حوادث السيرة ضمن هذا الخضم الهائل من المعلومات التي دونها الطبري في كتابه هذا فشمل السيرة بالمنهج الذي اتبعه في كتابته للتأريخ مما أدى إلى انسحاب كل تطور يحصل في هذا الكتاب إلى السيرة النبوية ويسجل لصالحها، والتطور الذي أكسبه الطبري للكتابة التأريخية قد تركز في محاور عدة هي:
1. كتابة تأريخ عام على وفق منهج حولي يتناول الحوادث على سنوات وقوعها [77] ، فتكون السنة هي الموضوع والحوادث التي تجري فيها هي المادة التي تستعرض فيها [78] .
والجديد في هذا المنهج الذي سبقه إليه كثيرون [79] ؛ إنه قد أدسى فيه الدعائم والثوابت الأخيرة في كتابة الحوليات التأريخية عند المسلمين، وذلك [75] الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ، ص 32. [76] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 239- 657، 3/ 9- 217. [77] ينظر، العزاوي، الطبري السيرة والتأريخ، ص 189- 197. [78] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 394- 406، 407- 486، 487- 537. [79] ينظر، عن تطور استعمال المنهج الحولي في كتابة التأريخ عند المسلمين، العمري، موارد الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد، دار العلم للملايين، بيروت، 1978، ص 127- 139.