خاصة في حفظ هذه المادة الضائعة وليس بالرأي الذي أعطاه فيها" [96] ؛ وينتهي هذا الباحث بالاستنتاج إلى أن من الأسباب غيرا لمباشرة في ضياع قسم من تلك المدونات التأريخية الأولى هو ما أورده الطبري من مقتبسات من هذه المدونات حتى جعل أمر البحث عنها من قبل الذين عاصروه أو الذين أتوا بعده أمرا لا طائل منه ما دام أنه استقى خلاصة هذه الكتب ووضعها في كتابه [97] .
ومن أهم الكتب الذي حفظ لنا قسما منها في الحيز الذي خصصه لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هي:
1. كتاب المغازي لأبي معشر نجيح المدني (ت 170 هـ) الذي ذكره ابن النديم ضمن المصنفات التي عددها في كتابه الفهرست [98] ، اعتمد الطبري على هذا الكتاب في أربعة مواضع [99] .
2. كتب هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت 204 هـ) التي صنفها في مختلف مواضيع السيرة والتي أحصى ابن النديم أسماءها [100] ، واقتبس الطبري من مصنفاته تلك أكثر من عشرين نصا [101] .
3. كتب محمد بن عمر الواقدي (ت 207 هـ) في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله التي بلغت أكثر من عشرة مصنفات بحسب تعداد ابن النديم لها [102] ، [96] مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، 1/ 258. [97] المصدر نفسه، 1/ 258. [98] ينظر، ص 107. [99] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 340، 3/ 123، 240، 313. [100] ينظر، الفهرست، ص 108- 110. [101] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 239، 246، 250، 252- 254، 260- 262، 3/ 160، 164. [102] ينظر، الفهرست، ص 111.