إذ اعتمد الطبري على هذه المصنفات في مواضع عديدة من كتابه ولا سيما عند الترجيح بين الروايات المتضاربة [103] ، هذه هي المصادر المكتوبة التي أردفت كتاب الطبري بالروايات العديدة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، أما باقي المصادر التي اعتمد عليها الطبري في ذكره لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فكانت مرويات شفوية غير مدونة حصل عليها الطبري سماعا من أفواه قائليها من دون إشارة المصادر التي تولت ترجمة شيوخه في الرواية إلى قيامهم بتصنيف كتاب في السيرة أو غيرها [104] .
إن الكلام آنف الذكر لا يعدو كونه مجرد احتمالات توفيقية بين مسانيد روايات الكتاب والمصنفات التي كتبها شيوخ الطبري الذين وردت لهم مصنفات ذكرتها الكتب التي ترجمت لهم، وربما تكشف لنا الأيام عن تلك المصنفات فتكون تلك الأحكام التي ذكرناها قطعية أو تبقى مجرد تخمين لا أساس له من الصحة.
من هذا كله نرى أن هذا الأسلوب في الكتابة لا يعدّ جانبا تطوريا بحد ذاته وإنما يعد إسهاما مهما في رفد السيرة النبوية بمرويات ومصنفات متقدمة لم تصل إلينا.
4. إفراد فقرات مستقلة من السيرة التي كتبها الطبري عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في كتابه هذا للحديث عن الجوانب الشخصية للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مثل أزواجه ومن [103] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 137، 157، 165، 235، 237، 246، 264، 265، 281، 3/ 21، 22، 62، 159. [104] ينظر، علي، جواد، موارد تأريخ الطبري، مجلة المجمع العلمي العراقي، ج 1، عدد 1، السنة الأولى، 1950، ص 179- 183.